الاثنين، 21 يونيو 2010

.. قم فاستقم

قم يا صغيري و استقم، قم يا فتى و لا تقع ، ارفع عينيك و انظر أمامك، هل تراني؟! ما لهذه النظرات الزائغة؟! مما تخاف؟! لا تنظر هكذا في الفراغ.. أرجوك.. قم و إكسر هي القيود بيمينك، فأنا لا أخاف عليك بطشة سلطان و إن بغى .. و لا أخاف عليك قسوة حرمان وإن قسى .. بل أخاف عليك منك .. منك أنت، أفلا ترى .. تلك القيود تكسرت ، تحطمت، مالي أراك ساكنا و كأن قيودك ما تزال تحيطك، تكتفك .. أجبني ! .. أنا لم أخاف عليك من سجنهم الحديدي .. كنت أراك فخورا.. واثق أن فرج الله آت.. كنت أرى عينيك تضحكان من وراء القضبان .. كيف بنوا هذا السجن داخلك ؟! بل أنت بنيته داخلك ..في سجنهم، كنت حرا طليقا .. الآن أنت طليق يا ولدي .. ألا ترى؟! ما عهدتك يوما هكذا .. قم فاستقم وانطلق ..

أنسيت من أنت؟! أنت من ورث المجد و التراث و الثرى .. أنت من بنى الماضي و أحلام الصبى ..أنت من رأيت بعينيه الورى .. أنت ابني .. و لن أتركك هكذا .. لن أتركك أبدا.. صدقني .. أنت الأمل .. ألا ترى؟ مد يدك .. مد يدك و أمسك أصابعي .. هي تماما أناملك نفسها .. الكبيرة الصغيرة.. نعم.. حركها .. هو يستجيب .. هيا.. هيا.. أقترب .. نعم .. مد يدك .. أكثر .. أمسك أصابعي .. نعم هكذا .. ضمهم.. إشدد عليهم .. هيا يا بني .. أشعرني بقوتك .. هيا إنطلق .. قم .. تحرك .. هيا .. هو يستجب.. أعلم أنك نسيت الكلام .. أعلم أنك عدت طفلا في الثلاثين .. أعلم أنهم يتهمونني بالجنون إذ أقول أنك أنت الأمل ..أعلم .. و لكني أثق أنك أنت الأمل ..

نعم أمسك بأطراف ثيابي كسابق عهدك .. و تمسك بها ..و تعكز علي فإن جسدي عكازك .. قم يا بني .. قم يا صغيري .. قم يا فتى .. قم .. قم .. أرجوك .. سأساعدك .. سأسقيك حبي من جديد .. قم يا فتى ..

-أجننت يا إمرأة؟! ..هو ذي أمامك بلا قوة ..و أنت عجوز بلا عافية..

- لا بل عقلت .. نعم عقلت .. فهو الأمل و سأوقظه .. و سيفيق من غفوته .. من أزمته.. من محنته ..

ها هو .. بدأ يستجيب .. هو يستجب .. نعم تحرك .. إنه يحبو .. ها هو يحبو .. نعم نعم يحبو ..

- ما لك سعيدة و كأنه عبر المحيط .. هو عاجز .. شاب في الثلاثين يحبو .. هذا شيئ يحزن ..

- صهي يا خبيثة و أخرجي .. هيا أخرجي .. هل رأيتم يوما شخصا يخرج من أعماق المرض إلى قمة العافية؟! لا و لكن رويدا رويدا .. و أنا هنا حتى يخرج .. أما أنت فأخرجي.. هيا أغربي.. و لا ترينا وجهكي الكريه ثانية..أيتها الفاسدة ..المفسدة..

-أنا هنا منذ سنين .. سكنت هنا حين كنتي تغفلين .. وعن أولادك كنت تبعدين .. و في المظاهر تغرقين.. لن تستطيعي إخراجي الا في سنين ..

- بل أستطيع .. و سأخرجك .. بل استأصلك .. و أخلص ولدي من بين يديكي .. هي يدايا التي تحنو عليه تقتلك .. و أقتلك .. و سأصحقك ..هيا أخرجي بلا رجعة..

ها .. ما هذا .. لقد خطى خطوة.. هيا يا صغيري.. يا رجلي .. تشبث بي .. أنا هنا لك حتى أقيمك .. فلن أقبل إلا أن تنطلق و ستنطلق.. هيا انطلق ..

قام بخطوة .. تبسم بسمة .. و خطوة أخرى.. و تمتم شيئا.. نطق بكلمة .. بل بعض من كلمة.. قال .. أممممم .. هي ذي الصحوة...

الجمعة، 4 يونيو 2010

و عاد الدفء


مر أسبوع الآن و لم نتكلم .. كان أطول أسبوع في حياتي.. كلما تلاقت نظاراتنا صدفة شعرت بهذا البرد في قلبي .. عيناها الواسعتان ترمقني بهذه النظرة .. نظرة تحمل كل معاني العتاب .. كنت أتحسس أخبارها من أصدقاءنا ولا أستطيع أن أفارقها أكثر من ذلك و لا أستطيع أن أكلمها أيضا..

لماذا يتملكني كل هذا العناد الذي ما كان يوما من طبعي؟ أردت أن أذهب و أكلمها و اعتذرلها عن سوء التفاهم الذي لم يكن بسبب أى منا .. و لكني لم أفعل .. اكتفيت بلحظات اقتنستها في القرب منها في وجود صديقة ثالثة.. استغفر الله العظيم .. ما كنت يوما هكذا.. تذكرتها.. فهي أقربهن إلى قلبي و إلى عقلي .. كلما رأيتها حمدت الله على نعمة الصحبة ..فهي جميلة .. بكل ما تحمله الكلمة من معاني.. هادئة الطبع أحيانا و مجنونة أحيانا أخرى .. حكيمة و عميقة الفكر أحيانا و طفلة جدا أحيانا أخرى..حنونة جدا و عملية جدا ..

أفففف...سوف أذهب و أصالحها.. ولكن.. لماذا لاتبدأ هي؟.. لن أذهب .. سوف انتظر الليل فسوف نتقابل في حفل زفاف صديقة أخرى و نتكلم ..


تقابلنا في الفندق.. كانت ترتدي فستان جميل .. كان لونه أبيض..و كانت ترتدي طرحة بنفس اللون..كانت تبدو كالملاك بهذا الثوب .. كلنا كنا نرتدي ملابس جميلة .. و لكن كل البنات كان رأيهن ألا تضع هذه الطرحة و تدخل لون زائد على الملابس .. عادة ما أفكر بنفس الأسلوب في اختيار ملابسي و لكن هذه المرة أعجبني .. بل هي أعجبتني .. لا .. بل هي تعجبني دائما ..فتدخلت و قلت لها .." الطرحة حلوة أوي بجد سيبك منهم"..فقالت .."انت كمان لبسك حلو أوي"

يجب أن أنهي هذا الموقف السخيف


كنا نقف في بهو الفندق وقتها.. حتى انتهت الزفة.. فدخل الجميع القاعة الا أنا و هي .. بغير أى إتفاق سابق .. نظرت إليها و هممت أن أقول شيئا .. لا أتذكر ما هو .. فوجدتها تسبقني و تقول :"وحشتيني أوي" .. شعرت بهذا البرد يتلاشى ويغمرني هذا الدفء ثانية .. فقلت و قد إمتلئت عيوننا بالدموع .. "إنت وحشتيني أكتر".. ثم قلت لها "‘إيه إلي إحنا بنعمله ده؟" .. فقالت "شيطان"..